طالبت مجموعة من النساء في محافظة إدلب في بيانٍ، السلطات التركية بإعادة تشغيل شبكات الإنترنت التي تم إيقافها عن العمل منذ أيام، لما يشكله قطع الإنترنت من خطورة على تماسك المجتمع وتلاحم الأسرة، بحسب البيان.
وتقول أم أحمد إحدى الموقعات على البيان: منذ انقطاع الإنترنت وأبو أحمد لا يتوقف عن إثارة المشاكل، تارة يدخل المطبخ ويفتعل المشاكل بسبب الجلي المتسخ، وتارة بسبب تأخّر الطبخة، علماً أننا كنا في السابق ندعوه ليتناول الغداء مئة مرة وهو مشغول بالإنترنت. كما أن طبخي ما عاد يعجبه وسابقاً كان يأكل أي شيء دون وعي وهو يمسك الموبايل أثناء الطعام.
أم عمر تقول بدورها: بعد 27 سنة من الزواج هددني أبو عمر بالزواج علي لأن شعري شاب، وكأنه لم يلاحظ ذلك قبل انقطاع الإنترنت، كيف لا يشيب شعري وأنا الوحيدة التي تهتم بأمور المنزل وحاجات الأولاد ودراستهم بينما هو غارق بالحديث مع “زهرة الوادي” على الواتس آب!
كما أصدرت المؤسسة العامة للإعلام والنشطاء بياناً أيدت فيه دعوة نساء المحافظة، وكشف بيانها أن انقطاع الإنترنت تسبب في توقف 57892 ناشطاً إعلامياً عن العمل ووضع اللايكات ونسخ المنشورات ولصقها، كما توقف 3232 مرصداً عن نقل تحركات فصائل المعارضة وفضح خططها وبث الشائعات التي كانت سبباً رئيسياً في تهجير السكان نحو الشمال.
وفي سياق الآثار السلبية لانقطاع الإنترنت أكدت الشرطة الحرة ارتفاع أعداد الشباب المقبوض بسبب تجمعهم أمام مدارس البنات ومحاولتهم الحديث معهنّ، وقد أحيلوا جميعهم إلى وزارة الإرشاد والهداية في حكومة الإنقاذ حيث سيخضع الجميع لدورة شرعية مدتها ثلاثة أشهر. ويُرجع البعض انتشار هذه الظاهرة إلى انقطاع الإنترنت أيضاً، حيث كان الشباب يستخدمون الواتس آب للتواصل ولكن انقطاعه رفع سقف المخاطرة وجعلهم يعرّضون حياتهم للخطر.
من جانب آخر خالف البعض التوقعات، وذكروا آثاراً إيجابية لانقطاع الإنترنت لا يمكن التغافل عنها، فالأسعار باتت أكثر استقراراً، وخصوصاً أسعار الصرف والمحروقات والمواد الغذائية، كما شهدت المحافظة نشاطاً اجتماعياً ملحوظاً من خلال السهرات وزيارات الأقارب والجيران وصلة الرحم. أم سعيد تقول لمراسلنا: الله يسلم يديك يا أردوغان، وإن شاء الله لا يعود هالشايع (تقصد الإنترنت)، فالآن كل يوم يسهر أولادي عندي، وسابقاً ماكنت أراهم إلا من العيد إلى العيد.
يُذكر أن شبكات الإنترنت التركي تغطي محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه وحمص، وتوفر الخدمة بأسعار زهيدة وسرعة كبيرة مقارنة بمثيلاتها في مناطق النظام. ويمتلك المواطن الإدلبي وسطياً جهاز موبايل واحد، وأربعة حسابات فيس بوك بأسماء وهمية ثلاثة منها بأسماء إناث، وحسابي واتس آب، ويشترك في 6451 مجموعة إخبارية. ويقيم علاقة عاطفية مع 7 حسابات على الواتس آب، يقسم لهنّ جميعاً أنهن الوحيدات في حياته، وتعود أربعة من هذه الحسابات على الأقل لأصدقائه الذكور.
